نوران



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نوران

نوران

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نوران

منتدى اسلامي ثقافي علمي عام ... تخليدًا لذكرى اختنا نوران ( رحمها الله)

@@  عدنا @ اليكم@ من @ جديد@ ولن@ ننقطع@ عنكم@ ان @شاء@ الله@@

2 مشترك

    بلاغة الكلمة في التعبير القرآني 2

    الامل البسام
    الامل البسام
    Admin


    عدد المساهمات : 555
    نقاط : 1253
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/07/2009
    العمر : 52
    الموقع : سماء بلادي

    بلاغة الكلمة في التعبير القرآني        2 Empty بلاغة الكلمة في التعبير القرآني 2

    مُساهمة من طرف الامل البسام الثلاثاء يوليو 14, 2009 8:56 pm


    الإبدال

    وقد يستعمل القرآن الكريم المفردة أحيانا مبدلةً، وذلك نحو (يتذكر) و(يذّكّر) و(يتدبّر) و(يدّبّر) ،ونحو (مكة) و(بكة)، وبسطة وبصطة، فهل لهذا الإبدال غرض؟
    إننا نرى أن كل تغيير في التعبير القرآني مهما كان فله سببه، ولا يكون تغييرٌ من دون سبب. وسنذكر أمثلة توضح هذا الأمر.
    1 ـ قد ترد الكلمة في التعبير القرآني مبدلةً مدغمةً مرة، ومرة أخرى ترد غيرَ مبدلة، وذلك نحو قوله في آيات عدة: "لعلهم يتذكرون". وفي آيات أخرى: "لعلهم يذّكّرون". ونحو قوله: "أفلا يتدبّرون القرآن" وقوله: "أفلم يدبروا القول"،ونحو قوله: "ويحبُّ المتطهّرين" وقوله: "يحب المطّهّرين". بل ربما جمع الصيغتين في آية واحدة أو آيات متقاربة، وذلك نحو قوله تعالى: "فيه رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا والله يحب المُطّهّرين" فجمع بين قوله: "يتطهّروا" وقوله: "المطّهّرين"
    إن أصل هذا الإبدال هو الفكُّ بالتاء فـ (ادّبّر) أصله (تدبّر) فأُبدلت التاءُ دالا، وأدغمت في الدال، فسكنت الدالُ الأولى وجيء بهمزة الوصل توصّلا إلى النطق بالساكن. وكذلك (اذّكّر) أصله (تذكر)، و(اطّهّر) أصله (تطهر)
    والمضارع كالماضي فـ (يدّبّر) أصله (يتدبّر)، و(يذّكّر) أصله (يتذكر)، و(يطّهّر) أصله (يتطهّر) وهكذا. وهو من الإبدال الجائز لا الواجب، ولذا نرى الاستعمالين معا في اللغة وفي القرآن الكريم.
    والمفسرون إذا أوردوا شيئا من هذا أشاروا إلى أنه مبدل، واكتفوا بهذا على حدِّ ما أعلم.
    أما ما يدور في الذهن من سؤال عن الفرق بينهما في الاستعمال القرآني، فالجواب أنه لا بد من أن يكون القرآن الكريم قد فرّق بينهما. فإن القرآن دقيق غاية الدقة في الاستعمال، وهو لا يستعمل لفظتين بمعنى واحد تماما وإن كانتا مترادفتين أو مبدَلَتين وحتى إذا كانتا من لغتين، فهو يخص كلا منهما بمعنى، وذلك كما خص (العيون) بعيون الماء، ولم يستعملها للباصرة، وكما خص (يشاقق) بمقام و(يشاقّ) بمقام مع أنهما لغتان مختلفتان، فخص كل لغة بسياق.

    ونعود إلى مسألتنا فنقول: إن هناك حقيقتين لغويتين لا بد أن نذكرهما في هذا الأمر:

    الأولى: أن بناء (يتفعّل) أطول من بناء (يفّعّل) في النطق. فـ (يتذكّر) أطول من (يذكر) بمقطع واحد.

    فـ (يتذكر) مكون من خمسة مقاطع: (يَ + تَ + ذَكْ + كَ + رُ)

    في حين أن (يذّكّر) متكون من أربعة مقاطع: (يذْ + ذَكْ + كَ + رُ)



    والحقيقة الثانية أن بناء (يفّعّل) فيه تضعيف زائد على (يتفعل) ففي (يفّعّل) تضعيفان، وفي (يتفعّل) تضعيف واحد.



    وهاتان الحقيقتان اللغويتان لهما شأنهما في تفسير ما نحن بصدده. فما كان على وزن (يتفعل) قد يؤتى به في اللغة للدلالة على التدرج، أي الحدوث شيئا فشيئا، وذلك نحو: تخطى وتمشّى وتبصّر وتجسس، فهناك فرق بين (مشى) و(تمشى)، و(خطا) و(تخطى)، و(جسّ) و(تجسس)، ففي تمشى وتخطى من الدرج ما ليس في مشى وخطا.



    وقد يؤتى بهذا الوزن للدلالة على التكلف وبذل الجهد نحو: تصبّر وتحلّم، أي: كلف نفسه وحملها على الصبر والحلم. وفي كلا المعنيين دلالة على الطول في لوقت والتمهل في الحدث. وكذلك الأمر في القرآن الكريم. فإذا اجتمعت صيغتان من هذا البناء (يتفعّل) و (يفّعل) استعمل (يتفعل) لما هو أطول زمنا من (يفّعّل) وذلك لأن الفك أطول زمنا في النطق كما ذكرنا فهو ملائم للطول في الحدث. ومثل هذا التناسب وجدناه في أمور عدة في اللغة: فهناك تناسب بين البناء والمعنى إلى حد كبير. ويكفي أن تعود في مثل هذا إلى باب (إمساس الألفاظ أشباه المعاني) في كتاب الخصائص لابن جني ليتضح لك هذا.



    وما كان على وزن (يفّعّل) يأتي به لقرآن فيما يحتاج إلى المبالغة في الحدث، وذلك لأن التضعيف كثيرا ما يؤتى به للمبالغة نحو فَعَل وفعّل كـ (قطع) وقطّع)، و (كسر) و(كسّر)، ففي قطّع وكسّر من المبالغة ما ليس في قطع وكسر. ونحو (فُعال) و(فُعّال) مثل (كُبار) و(كُبّار)، فـ (كبّار) أبلغ من (كبار) في الاتصاف بالحدث كما هو مقرر في كتب اللغة فتكرار الحرف إشارة إلى تكرار الحدث. جاء في (الخصائص): "ومن ذلك أنهم جعلوا تكرير العين في المثال دليلا على تكرير الفعل، فقالوا: كسّر وقطّع وفتح وغلّق"



    ومن ذلك في غير الأفعال ونا التوكيد الثقيلة والخفيفة، فإن الثقيلة آكدُ من الخفيفة، ونحو (إنّ) غير المخففة و(إنْ) المخففة، فغير المخففة أكدُ من المخففة.



    وهكذا يفرق القرآن بين الصيغتين.



    وعلى هذا فإنه يستعمل بناء (يتفعّل) لما هو أطول زمنا، وقد يستعمله في مقام الإطالة والتفصيل.

    ويستعمل (يفّعّل) للمبالغة في الحدث والإكثار منه.



    ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون" (الأنعام:42)

    وقوله: "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ" (الأعراف:94)





    فقال في آية الأنعام (يتضرّعون) وقال في الأعراف (يضّرّعون) بالإبدال والإدغام. وذلك أنه قال في الأنعام: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ"، وقال في الأعراف: " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ"

    والأمم أكثر من القرية، وهذا يعني تطاول الإرسال على مجار التاريخ، فلما طال الحدث واستمر جاء بما هو أطول بناء فقال: (يتضرعون). ولما كان الإرسال في الأعراف إلى قرية قال (يضّرعون) فجاء بما هو أقصر في البناء.



    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنه استعمل في آية الأنعام (أرسل إلى) فقال: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ"، واستعمل في الأعراف (أرسل في) فقال: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ"

    والإرسال إلى شخص ما يقتضي التبليغ ولا يقتضي المكث، فإنك قد ترسل إلى شخص رسالة فيبلغها ويعود، وأما الإرسال في القرية أو في المدينة فإنه يقتضي التبليغ والمكث، فإن (في) تفيد الظرفية، وهذا يعني بقاء النبي بينهم يبلغهم ويذكرهم بالله، ويريهم آياته المؤيدة. ولا شك أن هذا يدعوهم إلى زيادة التضرع والمبالغة فيه، فاء بالصيغ الدالة على المبالغة في الحدث والإكثار منه فقال: لعلهم

    فوضع كل مفردة في مكانها اللائق بها.

    ...

    ...

    ...



    بسطة ويبسط

    ومن ذلك إبدال السين صادا في لفظتي : بصطة ويبصط

    أما كلمة بصطة بالصاد فقد وردت في سورة الأعراف في قوله تعالى : "وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصطَة"(الأعراف: من الآية69)

    ووردت في سورة البقرة بالسين وهو قوله تعالى: " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ"(البقرة: من الآية247)



    وقد ذكرنا في التعبير القرآني أن ذلك لأمر إحصائي وثمة أمر معنوي وهو أنها وردت بالسين في وصف طالوت : "قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ "(البقرة: من الآية247)

    ووردت بالصاد في وصف قبيلة عاد قوم هود. قال تعالى :"واذكروا إذ جَعلكم خُلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون" (الأعراف:69)

    وطالوت إنما هو شخص واحد، وأما عاد فهي قبيلة

    ومن المعلوم أن الصاد أقوى من السين وأظهر 1

    فكان السين الذي هو أضعف أليق بالشخص الواحد والصاد الذي هو أقوى وأظهر أليق بالقبيلة



    وأما كلمة (يبصط) بالصاد فقد وردت في قوله تعالى: "والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون" البقرة

    وسائر ما في القرآن (يبسط) بالسين في أكثر من عشرة مواضع، وذلك أن البسط في آية البقرة مطلق عام لا يخص شيئا دون شيء، وفي غيرها مقيد

    ولا شك أن البسط المطلق أقوى من المقيد، فهو يحتمل البسط في الرزق وفي الأنفس وفي الملك وغيرها، فجاء في الأقوى بالصاد وفي المقيد بالسين.



    جاء في (البرهان) "فصل في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى. مثل: "وزاده بسطة في العلم والجسم" و "وزادكم في الخلق بصطة" "يبسط الرزق لمن يشاء" "والله يقبض ويبصط" فبالسين السعة الجزئية كذلك علة التقييد، وبالصاد السعة الكلية بدليل علو معنى الإطلاق، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق" 2

    وجا في البحر المحيط في قوله: "والله يقبض ويبصط" "أي يسلب قوما ويعطي قوما، أو يقتر ويوسع. قاله الحسن. أو يقبض الصدقات ويخلف البذل مبسوطا، أو يقبض أي: يميت لأن مَن أماته فقد قبضه، ويبسط: أي يحييه لأن مَن مد له في عمره فقد بَسَطه، أو يقبض بعض القلوب فلا تنبسط ويبسط بعضها فيقدم خيرا لنفسه أو يقبض بتعجيل الأجل ويبسط بطول الأمل، أو يقبض بالحظر ويبسط بالإباحة، أو بقبض الصدر ويوسعه. أو يقبض يد من يشاء بالإنفاق في سبيله، ويبسط يد من يشاء بالإنفاق.. أو يقبض الصدقة ويبسط الثواب" 3 وغير ذلك



    وجاء في (فتح القدير) "هذا عام في كل شيء فهو القابض الباسط. والقبض التقتير، والبسط التوسيع" 4

    وقيل: يقبض الصدقة ويخلفها، وقيل يبسط عليك وأنت ثقيل عن الخروج لا تريده، ويقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخف له 5

    فأنت ترى مقدار الإطلاق في القبض والبسط ههنا بخلاف ما ورد في الآيات لأخرى. فإنه مقيد بالرزق في عشرة مواضع ومقيد بغيره في مواضع أخرى




    --------------------------------------------------------------------------------



    1 ـ الخصائص 2/161

    2 ـ البرهان 1/429 ـ 430

    3 ـ البحر المحيط 2/253

    4 ـ فتح القدير 1/234

    5 ـ انظر فتح القدير 1/235
    نسمة الوادي
    نسمة الوادي


    عدد المساهمات : 149
    نقاط : 313
    السٌّمعَة : 8
    تاريخ التسجيل : 12/07/2009

    بلاغة الكلمة في التعبير القرآني        2 Empty رد: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني 2

    مُساهمة من طرف نسمة الوادي الجمعة يوليو 17, 2009 12:38 pm

    [center]أبدعت في طرحك وتعبيرك
    حقيقة أن إعجاز القران الكريم يجب أن يقف عليه ليس المتخصص باللغة العربية فحسب بل كل مسلم لفهم معاني الكلمات والمفردات اللغوية الرائعة لانو كلام الله سبحانة
    الله يعطيك العافية
    [/center]
    الامل البسام
    الامل البسام
    Admin


    عدد المساهمات : 555
    نقاط : 1253
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/07/2009
    العمر : 52
    الموقع : سماء بلادي

    بلاغة الكلمة في التعبير القرآني        2 Empty رد: بلاغة الكلمة في التعبير القرآني 2

    مُساهمة من طرف الامل البسام الأحد يوليو 26, 2009 7:59 am

    اسعدنا مرورك يا نسمتنا الطيبة

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 6:53 pm