نوران



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نوران

نوران

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نوران

منتدى اسلامي ثقافي علمي عام ... تخليدًا لذكرى اختنا نوران ( رحمها الله)

@@  عدنا @ اليكم@ من @ جديد@ ولن@ ننقطع@ عنكم@ ان @شاء@ الله@@

    القدس تسرق

    الامل البسام
    الامل البسام
    Admin


    عدد المساهمات : 555
    نقاط : 1253
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 03/07/2009
    العمر : 52
    الموقع : سماء بلادي

    القدس تسرق Empty القدس تسرق

    مُساهمة من طرف الامل البسام الخميس سبتمبر 03, 2009 7:42 am

    هل نعلم أنّ ما تبقّى للعرب من القدس لايتجاوز 8 0/0 ؟! وقد لا ينتهي عام
    (القدس عاصمة للثقافة العربية) وفي القدس مقدسي عربي واحد! وعام القدس
    باشر بحزم حقائبه، لينسلخ من عمرنا إلى غير رجعة، وقد غمرناه إلى حدّ
    الاختناق بالاحتفاليات: ندوات فكرية، حفلات رقص ومسرح وفولوكلور،وفنون
    متنوّعة، دراسات وحوارات، وخطباً رنانة وكلمات طنّانة، وقصائد شعر تفعيلة
    وعمودي تصلح لتكون جداريات توازي بطولها وسماكتها جدار الفصل العنصري،
    ونثريات كتناثر أمتنا بين أنظمة اعتدال، وتطرّف، وعمالة، وطوائف، ومذاهب،
    وأحزاب، لاقاسم مشترك بينها سوى التناحر، والإلغاء، والتخاون، والتراخي،
    أو الترهّل،والإعاقة في التعاطي مع القضايا المصيرية، ولعل أخطرها
    وأشدّها إيلاماً ًذلك التناحر بين الفلسطينيين أنفسهم.

    أوشك عام القدس أن ينسلخ ولم يمرّ يوم منه دون أن يسلخ الصهاينة جزءاً من
    القدس: تجريفاً وهدماً وسلباً، وبلطجة تصل إلى حدّ اقتحام حرمات البيوت
    الفلسطينية الآهلة، وتدنيسها بأنفاسهم الكريهة، وبرائحة خطواتهم القذرة،
    وإفراغها من أصحابها المقدسيين وطردهم منها بقوّة السلاح المدعوم
    بعناصرالجيش الإسرائيلي، وذلك بعد إلقاء متاعهم وذاكرتهم ووجودهم على
    الرصيف، أمام مرأى ومسمع العالم (الحر)، وهيئة الأمم المتحدة، وأمام كل
    هيئات ومنظمات حقوق الإنسان. ‏

    ليس تقليلاً من قيمة الثقافة ولا من دورها، بل على العكس تماماً،
    وانطلاقاً من إيمان يصل حدّ اليقين بأنّ المعضلة البشرية برمّتها وبكلّ
    تجلّياتها لن تهتدي إلى حلّها إلاّ حين تتسلّم الثقافة لواء قيادة
    المجتمع البشري تقود الثقافة كلاًّ من السياسة والعلم. وبغير ذلك لن تدبّ
    النضارة الأخلاقية في الخلايا المتليفة لمنطق إنسان اليوم، ولن تزدهر
    الحياة فيما تيبّس من شرايين الوجدان العالمي. ولكن إلى أن تحين لحظة
    القيادة تلك هل يعفى مثقّفو الأرض من تبعات ما يرتكب بحقّ الإنسان
    عموماً، والعربي والفلسطيني خصوصاً؟ وهل من مبرّر لهم أن ينتظروا
    كمنفعلين سلبيين لا كفاعليين إيجابيين حتى يُلقى بأهل القدس جميعهم على
    أرصفة التشرّد ؟ ‏

    أتساءل إن كانت رمزيّة القدس المتأصّلة في الوجدان العربي والذاكرة
    العربية والإسلامية الموجعة ممّا يُرتَكب في هذه المدينة الرمز، وفي
    فلسطين، بحاجة إلى ترسيخ اللهمّ إلاّ ما ينعكس على الأجيال الشابة، وما
    هو بمنزلة الإعلان عن التمسّك بهذه المدينة لصيانتها من الابتلاع والسلب
    الثقافي، وهذا بحد ذاته أمر على قدر من الأهمية. ولكنه ليس بكافٍ. وأرى
    أن ما يقدّم على أهميته ما يزال يعتوره النقص. إذ إنه على مدى ما انصرم
    من عام القدس الثقافي هذا، وبرغم احتفالياته التي لم تتوقّف، كما لم
    يتوقّف العدو الصهيوني فيه يوماً عن السلب والنهب والبلطجة، لم نسمع
    صوتاً عالياً، واحداً لشخصية أدبية أو فكرية أو فنيّة، مرموقة أو مغمورة
    من خارج المحيط العربي والإسلامي تشاركنا في الاحتجاج على ما يُرتَكب في
    القدس من تهويد وتغيير لشخصيتها العربية والإنسانية،مع أنّ جريمة سرقة
    الروح منها والتاريخ تُرتَكب أمام مرأى ومسمع كلّ البشر،وهذا ما يستدعي
    السؤال عن جدوى كل هذه الأنشطة التي لم تتضمّن في برامجها حتى ولو دعوة
    لأي شخصية من شخصيات العالم (الحر) للمشاركة أو للحضور، سعياً لإحداث ولو
    مجرّد اختراق بسيط لعالمهم الفكري من خلال المشاركة والإعلان والترجمة
    بالإستناد على مجريات الواقع الموضوعي،اختراق قد يحدث ولو خدشاً في طرائق
    تفكيرهم ، وقد يوسّع ويجلو ولو بالحد الأدنى عدسة رؤيتهم لما يجري في
    القدس اليوم وما ترمز إليه القدس . انطلاقاً من حقيقة أنّ الثقافات
    تتلاقح وتتفاعل وتتكامل لتصوغ حضارة إنسانية معافاة من الهيمنة
    والإستعلاء، والعنصرية والعرقية والإستغلال. إنّ العرب والمسلمين حين
    يحتفون بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 فإنما يهدفون لإثبات
    الوجه العربي والإنساني لهذه المدينة المقدسة، ولترسيخها في الذاكرة، هذه
    المدينة الرمز، التي حين يُكشف النقاب عن تاريخها يتأكّد للآخر انتماؤها
    لإنسانية الإنسان، وأنّها كانت عبر التاريخ محجّة التنوير، ونقطة التقاء
    أصحاب الديانات السماوية. ولكن كم تبدو المسافة شاسعة بين ما هو كائن وما
    يجب أن يكون، خصوصاً في هذا الوقت الذي ننشغل فيه بنظم القصائد ترتفع
    أصوات لايستهان بِشَرّها تطالب بأن يكون مقرّ السفارة الأمريكية في القدس
    كعاصمة لإسرائيل! أمام حالة كهذه لاتبدو الاحتفالية إلاّ كفّارة قاصرة عن
    غفران ذنب ترتكبه الإنسانية، وليس العرب أو المسلمين فحسب. ها قد أوشك
    عام القدس أن ينسلخ، ولم يمرّ منه يوم دون أن تسلخ إسرائيل جزءاً عزيزاً
    من القدس! أولم يكن من الأجدى لو أنّ فعاليات ثقافية غربية دعيت للمشاركة
    ولو على سبيل الاستضافة، لعلّ اختراقاً ما يتسرّب إلى طرائق التفكير
    والتعاطي مع قضايانا المصيرية، ولعلنا، ولوعلى سبيل الحلم بالدور
    التراكمي للأشياء،باعتبار أن الوقت هو الذي يُظهِر الأبعاد الحقيقية لأي
    عمل، نبني ونؤسس للحفاوة بالقدس على مستوى عالمي، ولم لا؟ أليس أوّل
    الغيث قطرة؟ ‏

    http://www.qudsmedia.net/?articles=topic&topic=2681

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 4:54 pm